للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل].

أخي في الله: إن المغرور حقًا من غرته هذه الدنيا .. وإن المبخوس حظًا من كان من أبناء الدنيا!

ولا تَغترَّ بالدنيا ... فإنمَّ صحيحًها يَسْقَمْ

وإنَّ جديدَها يَبْلَى ... وإنَّ شبابَها يَهْرَمْ

وإنَّ نعيمَها يفنَى ... فتركُ نعيمها أحْزَمْ

ومَنْ هذا الذي يبقَى ... على الحدثان أو يَسْلَمْ

ثم هل لك أخي أن تتأمل معي هذه الوصايا الغالية لنبينا - صلى الله عليه وسلم - وهو يُعَرِّفُنا بالدنيا ويبصرنا بكدرها ..

جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله دلَّني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبَّني الناس. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما أيدي الناس يحبُّوك» [رواه ابن ماجه/ صحيح ابن ماجه: ٣٣١٠].

وتأمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفَرَّق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّرَ له» [رواه الترمذي/ صحيح الجامع: ٢٢٢٢].

أخي: وها هو - صلى الله عليه وسلم - يخبرك عن الدنيا وشرها المستطير فيقول لك - صلى الله عليه وسلم -: «إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا الناس فإن أول فتنة بني

<<  <   >  >>