للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشَّجر والدواب» [رواه البخاري ومسلم].

أخي في الله: ما أسعد أهل الزهادة غدًا .. نظروا لأنفسهم فهضموا حظوظها في دار الفناء .. ليسعدوا في دار البقاء ..

قال علي - رضي الله عنه -: «طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة أولئك قوم اتخذوا أرض الله بساطًا، وترابها فراشًا، وماءها طيبًا، والكتاب شعارًا، والدعاء دثارًا، ورفضوا الدنيا رفضًا».

وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «من أراد الآخرة أضَرَّ بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضَرَّ بالآخرة، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي».

وقال أبو واقد الليثي - رضي الله عنه -: «تابَعْنَا الأعمال أيها أفضل؟ فلم نجد شيئًا أعون على طلب الآخرة من الزهد في الدنيا».

وقال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: «إذا أراد الله بعبد خيرًا أزهده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره عيوبه ومن أوتيَهُنَّ فقد أوتىَ خيرًا كثيرًا في الدنيا والآخرة».

أخي المسلم: وأنت على مركب الزهد، لا يفوتنك أن تقف أخي عند أقسام الزهد، لتقف على تلك الأطلال عن قُرب .. عساك أن تحتذى آثار الزاهدين ..

فتشبَّهُوا بالكرام إن لم تكونوا مثلهمُ ... إن التَّشبُّه بالكرام فَلاحُ

أخي: إليك درجات الزهد .. «الدرجة الأولى: الزهد في

<<  <   >  >>