للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نفسه؟ ! ثم كيف أثق بنصيحة عدو؟ ! فانصرف فما فيَّ لقولك منفذ، فلا يبقى إلاَّ أن يستعين بالنفس، لأنه يحث على هواها، فليستحضر العقل إلى بيت الفكر في عواقب الذنب، لعل مدد توفيق يبعث جند عزيمته، فيهزم عسكر الهوى والنفسِ».

أيها المذنب! إنك لن تَسُرَّ الشيطان بمثل الذنب .. ولن تغيظه بمثل الطاعة، ومجاهدته!

قال رجل للفضل بن مروان: إن فلانًا يقع فيك، قال: لأغيظن من أمره، يغفر الله لي وله! قيل من أمره؟ ! قال: الشيطان!

وشكا رجل إلي أبي سليمان الدراني الوسواس، قال: «إذا أحسست به فافرح، فإنك إن رحت انقطع عنك، إنه لا شيء أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن، فإن اغتممت زادك منه».

* أيها المذنب! تذكر العدو الأول!

إنه الشيطان! آلى على نفسه أن يضلَّ بني آدم .. ويصرفهم عن طريق الرشد! وهو دائب في ذلك .. لا يمل ولا ييأس! كلَّما أغلقت دونه بابًا، فتح بابًا آخر! لا يهمّه من أيّّ مكان يأتيك، خيراً أو شراً! وإنما همّه إضلالك .. ولو عن طريق الخير!

قال الحسن بن صالح: «إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابًا من الخير، يريد بابًا من الشرِِ»!

بل إن الشيطان لم ييأس حتى من الأنبياء والرسل - عليهم الصلاة والسلام - فهو يحاول إضلال الخلق أجمعين، مع علمه أنه لا

<<  <   >  >>