للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أخي: أما دريت أن: «في كتاب الله دليل على أن ترك المعصية أفضل من أعمال الطاعة؛ لأن الله تعالى قد اشترط في الحسنة المجيء بها إلى الآخرة، وفي ترك الذنب لم يشترط شيئًا سوى الترك، وقال تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}، وقال تعالى: {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}، والهوى أصل كل ذنب، وقد اشترط في الطاعات والشرائط الكثيرة والأوقات وغيرها، ثم بعد ذلك إن شاء قبل وأدخله الجنة برحمته وفضله، وإن شاء رد ولم يشترط في ترك الذنوب إلا الترك، وواعده دخول الجنة فقال: «إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريما»؛ وهو: الجنة. [نصر بن محمد السمرقندي].

أخي المسلم: هل علمت أن من أعظم آفات المعاصي استحقارها واستهوانها؛ فيعمل العبد المعصية، ولا يلقى بها بالاً.

أخي: المعاصي شر ما ألفها قلب فأفلح، وكم كان الصالحون يخافون الذنب وإن صَغُر، فتلك أخي همم الصالحين .. وصفات أولياء الله المتقين .. هذا أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: «إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - الموبقات». [رواه البخاري].

قال بلال بن سعيد: «لا تنظر في صغر الخطيئة؛ ولكن انظر من عصيت؟ ! ».

أخي المسلم: وقد ضرب لك النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلاً بديعًا في صغائر الذنوب؛ فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إياكم ومحقرات الذنوب؛ فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه».

<<  <   >  >>