للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فإن الأكثرين أعرضت قلوبهم عن الخشوع لله تعالى، وسيطرت عليهم الغفلة والشهوات!

* وأيضًا: أين أنت من لين القلب ورقته؟ !

إنَّ لِينَ القلب ورقَّته نافذة لدخول الخير على القلب؛ فإن أهل القلوب الرقيقة هم أكثر الناس انتفاعًا بالموعظة والتذكرة .. فهل تفقدتَ قلبك لتعلم هل هو ذاك القلب الرقيق إذا طرقته الموعظة؟ !

قال الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: ٢٣].

أخي المسلم: إن كتاب الله تعالى أعظمُ مذكِّرٍ وواعظٍ .. فكيف تجد قلبك إذا قرعت سمعك آياته؟ !

فقد وصف الله تعالى في الآية السابقة الذين يخشونه أنه إذا قُرأت عليهم آياته اقشعرَّت جلودهم ولانت قلوبهم .. وإذا حلَّت هذه الخشية في القلوب كان لها أثرٌ عجيبٌ على صاحبها!

عن ثابت البناني رحمه الله قال: «قال فلان: إني لأعلم متى يُستجاب لي. قالوا: ومن أين تعلم ذلك؟ ! قال: إذا اقشعرَّ جلدي، ووجل قلبي، وفاضت عيناي، فذلك حين يُستجاب لي».

* وأين قلبك من الوجل والخوف من الله تعالى؟ !

الوجل من الله تعالى هو شعار الصالحين وآية العارفين.

فإن القلب إذا حلَّ فيه تعظيم الله تعالى .. ووقَر فيه الوقوف على جلاله .. وشدة بطشه! حرَّك ذلك فيه كوامن الخوف والرهبة ..

<<  <   >  >>