للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذلك؟ فقال الشيخ: سأبينه لكم. وبعد حين أعطى كل واحد من التلاميذ طائرًا، وقال لكل منهم: اذبح هذا الطائر حيث لا يراك أحد! فمضى كل منهم إلى جهة، ثم رجع إلى شيخه، وقد ذبح الطائر، ما عدا ذلك التلميذ، فقد رجع إلى شيخه والطائر في يده، فسأله الشيخ: هل ذبحت هذا الطائر؟ فأجابه تلميذه: أنت أمرتني أن أذبح الطائر حيث لا يراني أحد، ولم أجد موضعًا لا يراني الله فيه!

فالتفت الشيخ إلى بقية التلاميذ، وقال: من أجل هذا خصصته بمزيد من العناية!

أيها المذنب! تذكر دائمًا هذه المراقبة .. فإنك في سلطان ملك الملوك .. من أحصى عليك نفسك .. وقدر رزقك .. وعلم أجلك!

[أيها المذنب! الله تعالى أحق من استحييت منه ..]

الحياء! ذلك الخلق النبيل .. والخصلة الزاكية!

وأهل الحياء؛ سالمون من منكر الأخلاق .. وذميم الخصال .. وإذا انعدم الحياء؛ أورث الرقاعة .. وصفاقة الوجه .. والمجاهرة بالقبائح!

وأرفع الحياء؛ الحياء من الله تعالى .. فإنه تبارك وتعالى أحق من استحيا منه العباد ..

عن يعلي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يغتسل بالبراز بلا إزار، فصعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: «إن الله عز وجل حيي ستير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر».

[رواه أبو داود والنسائي/ صحيح أبي داود للألباني: ٤٠١١]

<<  <   >  >>