للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبينما المرء في دنياه مغتبطًا

إذا صار في الرمس تَغْفُوه الأعاصير ... يبكي الغريب عليه ليس يعرفه

وذو قرابته في الحي مسرور

قال: وإلى جانبي رجل يسمع ما أقول، فقال لي: يا عبد الله، هل لك علم بقائل هذه الأبيات؟ ! قلت: لا, والله، إلا أني أرويها منذ زمان. فقال: والذي يحلف به، إن قائلها لصاحبنا الذي دفناه آنفًا الساعة! وهذا الذي تراه ذو قرابته، أسر الناس بموته، وأنت الغريب تبكي عليه كما وصفتَ.

فعجبت لما ذكر في شعره، والذي صار إليه من قوله، كأنه ينظر إلى مكانه من جنازته, فقلت: إن البلاء موكل بالمنطق. فذهبت مثلا!

* أيها المذنب! القبر حاجز بينك وبين الصالحات!

يا مغرورًا بأيامه! ومشغولاً بلذاته! هل شعرت أن قبرك صندوق أعمالك؟ ! وهل شعرت - أيها المسكين - أنك إذا دخلته؛ كأن حاجزًا بينك وبين الرجوع إلى الدنيا؟ !

أيها المذنب! إن التوبة اليوم ممكنة .. وإن الرجوع يسير .. فاحذر العوائق! احذر أن تنزل قبرك بغير زاد!

فما أكثر الحسرات يومها .. وما أكثر النادمين .. ولكن بعد فوات الأوان!

<<  <   >  >>