للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخي المسلم: ما أسعد المحبين بمحبوبهم .. وما ألذ عيش الطالبين بمطلوبهم .. نهارهم شموسه المعرفة .. وليلهم أقماره المحبة .. لزموا باب محبوبهم ففازوا بالدرجات .. وزهدوا في الخلق فنالوا الكرامات .. هم القوم لا يشقى جليسهم .. والركب لا يضل رفيقهم ..

كان ذو النون رحمه الله يردد بالليل كثيرًا هذه الأبيات:

اطلبُوا لأنفسكُم ... مثل ما وَجَدتُّ أنَا

قَد وَجَدتُّ سكنًا ... ليسَ في هَواهُ عَنَا

إنْ بَعَدتُّ قَرَّبَني ... أو قَرُبْتُ منْهُ دَنَا

أخي: «إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة» [الإمام ابن القيم].

أنشد بعض السلف:

وُكنْ لربِّكَ ذَا حبٍّ لتَخْدمَه ... إنَّ المحبينَ للأحباب خُدَّامُ

أخي المسلم: أين أنت من أولئك المحظوظين .. الممدوحين من رب العالمين .. فما أهناهم بذاك من بشارة .. وأزينهم بها من شاره ..

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: ٤، ٧].

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: ٩، الممتحنة: ٩].

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة].

<<  <   >  >>