للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[العجوز العاملة]

سخر الله عز وجل للإنسان السعي في أمور الدنيا، لا يكل ولا يمل، في شبابه وشيخوخته، في حال مرضه وصحته. لكن من أراد الله به خيرًا يسر له عمل الطاعة، وأولها همة في القلب، تحرك الجوارح.

قال شميط بن عجلان عن قيام الليل لكبار السن وقد ضعفت أجسامهم، وأصابتهم الأسقام والأوجاع، ومع هذا يقومون الليل قال: «إن الله-عز وجل- جعل قوة المؤمن في قلبه، ولم يجعلها في أعضائه، ألا ترون أن الشيخ يكون ضعيفًا يصوم الهواجر، ويقوم الليل؟ ! والشباب يعجز عن ذلك».

وكانت صفية بنت سيرين توصي فتقول: «يا معشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب». وقبلها النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قال في حديث عظيم: «بادروا بالأعمال سبعًا، هل تنظرون إلا فقرًا منسيًا، أو غنىً مطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مجهزًا أو الدجال فشر غائب ينظر، أو الساعة أدهى وأمر» [رواه الترمذي].

امرأة كبير مسنة احدودب ظهرها، وارتعشت أطرافها، وهزل جسمها، لكن الله عز وجل استعملها في طاعته فهنيئًا لها هذا الخير، وقد قال ابن القيم في الفوائد: (من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل؟ وبأي شغل يشغله؟ ).

هذه المرأة ولت وجهها نحو الدعوة إلى الله رغم كبر السن، وعدم القراءة أو الكتابة ..

<<  <   >  >>