للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن بعد فترة قصيرة، جاءتني جارتي لتخبرني بأن فلانة التي حضرت معنا الدرس، في ذلك اليوم تجهزت للخروج، في نفس اليوم الذي سمعت فيه الدرس .. تجهزت لحضور حفلة زواج .. وكان زوجها منشغلاً بإصلاح بعض الأعمال في منزلهم .. فلما رآها تهتم بالخروج، وقد كان عصبي المزاج لا يتورع عن السب والشتم .. منعها من الخروج وشتمها .. تقول: رجعت وهي تبكي، وبعد أن دخل غرفته وهي لا زالت تبكي .. تذكرت ما قلته لهن عصرًا .. تقول: فاعتذرت له وهي تبكي، تقول جارتي: ففوجئت به يبكي معها، فكان بكاؤها فرحة باستجابته الفورية بالرغم من قسوته فهي تراه لأول مرة باكيًا .. فما استطاعا تلك الليلة أن يناما من شدة التأثر .. إنها بركة الاستجابة لأوامر الله سبحانه وأوامر رسوله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى فلله الحمد والمنة .. تذكرت حينها أن من أراد أن يدعو إلى الله يبدأ ولا ينتظر مساعدة من فلان أو علان .. أو أن يقول سأنتظر أخوات ملتزمات يوجهنني ويبدأن معي .. فلنفرض أنه لن يلتقي بمن يساعده أو من يبدأ معه فهل يضع يده على خده ويضيع أوقاته هدرًا؟ إذن المطلوب أن نبدأ والله سبحانه يوفق ويسدد .. «ومن عمل صالحًا فلنفسه».!

<<  <   >  >>