للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخي المسلم: قيل للحسن البصري رحمه الله: إن الرجل يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب إلى متى هذا؟ !

فقال الحسن: «لا أعرف هذا إلا من أخلاق المؤمنين».

وقال بعض الحكماء: «حرفة العارف ستة أشياء: إذا ذكر الله افتخر .. وإذا ذكر نفسه احتقر .. وإذا نظر في آيات الله اعتبر .. وإذا هم، بمعصية أو شهوة انزجر .. وإذا ذكر عفو الله استبشر .. وإذا ذكر ذنوبه استغفر».

أخي: أليس من سعادة التوَّابين .. أن الله تعالى قال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة].

أخي: أليس من سعادة التوَّابين .. أن الله تعالى يفرح بأوبة الراجعين .. وإقبال المذنبين.

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: ارجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده» رواه البخاري.

وفي مسلم: «فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح».

أخي في الله: التوبة، شعار المتقين .. ودأب المخلصين .. وحلية الصالحين .. أما سمعت الرسول الخاتم - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة» رواه مسلم.

أخي المسلم: تحنن الله إليك تحنن المشفقين .. وألبسك من ثوب رأفته ورحمته لباس المحفوظين .. فهو أرحم بعباده من والدة بولدها ..

<<  <   >  >>