للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمة، فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها؛ فله أجران».

ثم قال للسائل: أعطيتكها بغير شيء، قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة.

وعن بسر بن عبيد الله: قال: إن كنت لأركب إلى مصر من الأمصار في الحديث الواحد.

وعن أبي العالية قال: كنا نسمع الحديث عن الصحابة، فلا نرضى حتى نركب إليهم فنسمعه منهم (١).

يا طالب العلم:

تغرب عن الأوطان تكتسب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرج هم واكتساب معيشة ... وعلم، وآداب، وصحبة ماجد

وها هو أحد العلماء: (منصور بن عمار) يصف حال الرحلة في طلب العلم وأهلها فيقول عنهم: هم يرحلون من بلد إلى بلد، خائضين في العلم كل واد، فلو رايتهم في ليلهم وقد انتصبوا لنسخ

ما سمعوا، وتصحيح ما جمعوا، هاجرين الفرش الوطئ والمضجع الشهي، غشيهم النعاس فأنامهم، وتساقطت من أكفهم أقلامهم،

فانتبهوا مذعورين، ودلكوا بأيديهم عيونهم، ثم عادوا إلى الكتابة

حرصاً عليها، لعلمت أنهم حراس الإسلام وخزان الملك العلام، فإذا


(١) فتح الباري ١/ ١٩٢.

<<  <   >  >>