للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن كنا آل محمد نمكث شهرًا ما نستوقد بنار إن هو إلا التمر والماء» (١).

ولم يكن هناك ما يشغل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن العبادة والطاعة .. فإذا سمع حي على الصلاة حي على الفلاح لبى النداء مسرعًا وترك الدنيا خلفه.

عن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة رضي الله عنها، ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في البيت؟ قالت: «كان يكون في مهن أهله، فإذا سمع بالأذان خرج» (٢).

ولم يؤثر عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى الفريضة في منزله ألبتة، إلا عندما مرض واشتدت عليه وطأة الحمى، وصعب عليه الخروج وذلك في مرض موته - صلى الله عليه وسلم -.

ومع رحمته لأمته وشفقته عليهم إلا أنه أغلظ على من ترك الصلاة مع الجماعة فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً أن يصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم» (٣).

وما ذاك إلا من أهمية الصلاة في الجماعة وعظم أمرها. قال - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر» (٤)،


(١) رواه البخاري.
(٢) رواه مسلم.
(٣) متفق عليه.
(٤) رواه ابن ماجه وابن حبان.

<<  <   >  >>