للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد أقام بمكة بعد النبوة بضع عشرة سنة لم يزره ولم يصعد إليه، وكذلك المؤمنون معه بمكة، وبعد الهجرة أتى مكة مرارًا في عمرة الحديبية، وعام الفتح، وأقام بها قريبًا من عشرين يومًا وفي عمرة الجعرانة، ولم يأت غار حراء ولا زاره .. » (١).

ها نحن نطل على المدينة النبوية وهذا أكبر معالمها البارزة بدأ يظهر أمامنا، إنه جبل أحد الذي قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «هذا جبل يحبنا ونحبه» (٢).

وقبل أن نلج بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونرى بناءه وهيكله، لا نتعجب إن رأينا المسكن الصغير والفراش المتواضع فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أزهد الناس في الدنيا وكان متقللاً منها، لا ينظر إلى زخارفها وأموالها: «بل جعلت قرة عينه في الصلاة» (٣).

وقد قال - صلى الله عليه وسلم - عن الدنيا: «مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها» (٤).

وقد أقبلنا على بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونحن نستحث الخطى سائرين في طرق المدينة، هاهي قد بدت حجر أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) مجموع الفتاوى ٢٧/ ٢٥١.
(٢) متفق عليه.
(٣) رواه النسائي.
(٤) رواه الترمذي.

<<  <   >  >>