للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولذلك فإن من أهم وسائل الدعوة تعلم العلم النافع للداعي لكي يتسلح الداعي بسلاح قوة فربما يحتاج إلى مناقشة وطرح أفكار فالعلم بالشيء الذي فوق طاقة الداعية يراجعه وينظر فيه لكي تكون دعوته على بصيرة وعلم.

أخي المسلم:

ينبغي للداعي أن يكون قوله للناس لينًا، ووجهه منبسطًا طلقًا، فإن تليين القول مما يكسر سورة عناد العتاة، ويلين عريكة الطغاة .. فالداعي أيًا كانت منزلته وأيًا كان عقله وعلمه ليس بأفضل من موسى وهارون، ومن وجهت إليه الدعوة ليس بأخبث من (فرعون) وقد أمرهما الله جل وعلا (باللين) معه في قوله: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.

ذلك أن المقصود من الدعوة إلى الله تبليغ شرائع الله إلى الخلق ولا يتم ذلك إلا إذا مالت القلوب إلى الداعي، وسكنت نفوسهم لديه، وذلك إنما يكون إذا كان الداعي رحيمًا كريمًا، يتجاوز عن ذنب المسيء، ويعفو عن زلاته، ويخصه بوجوه البر، والمكرمة والشفقة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه-: وينبغي أن يكون الداعي حليمًا صبورًا على الأذى، فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح.

<<  <   >  >>