للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الصحبة]

أصدق وصف وأوضحه في أمر الصحبة حديث نافخ الكير قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا منتنة» متفق عليه.

بل رفع الله ذكر الكلب برفقته للصالحين قال تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}.

والصحبة في مجال الدعوة تكون في خطوتين؛ الأولى منهما الدعوة إلى الالتزام، والثانية الإعانة والتثبيت على الالتزام.

وإن كانت المرحلة الأولى تختلف مدتها إلا أن الثانية مستمرة حتى مراحل متقدمة من ثبات الالتزام ووضوحه .. بل إنها مستمرة حتى الموت.

والصحبة تكون غالبًا من خارج وسط المدعو، وحتى يكون لها قبول عند المدعو. يجب أن يودها ويحترمها ويقدرها وعندها يبدأ أمر الدعوة أما إذا كان هناك تنافر وعدم انسجام فربما يكون العائد من الدعوة قليلاً جدًا. ولذا يفضل أن تعرف حال المدعو وما هي هواياته ورغباته وماذا يحب وكيف هي شخصيته.

وأذكر أن امرأة صالحة أرادات لزوجها الالتزام وسلوك جادة الحق فهاتفت بعض أقاربها وبعض العلماء وبعد مشاورات قالت

<<  <   >  >>