للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجسد» (١).

وقال - صلى الله عليه وسلم - مبينًا فضل قيام الليل: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل» (٢).

وقد حافظ عليه، - صلى الله عليه وسلم - ولم يتركه لا سفرًا ولا حضرًا وقام - صلى الله عليه وسلم - وهو سيد ولد آدم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر -حتى تفطرت قدماه- فقيل له: أما قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا؟ » (٣).

رغب - صلى الله عليه وسلم - في قيام الليل لما فيه من الخير العظيم والإحسان الجزيل بقوله: «إن في الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى خيرًا إلا أعطاه إياه» (٤).

وهذا من منه وكرمه -جل وعلا-.

هذا عمر بن ذر يذكرنا بتلك الساعات والليالي فيقول: اعملوا لأنفسكم رحمكم الله في هذا الليل وسواده، فإن المغبون من غبن خير الليل والنهار، والمحروم من حرم خيرهما، وإنما جعلا سبيلاً للمؤمنين إلى طاعة ربهم، ووبالاً على الآخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا لله أنفسكم بذكره فإنما تحيا القلوب بذكر الله، كم من نائم في هذا الليل قد ندم على طول نومه عندما يرى من كرامة الله -عز


(١) أخرجه الترمذي، وأحمد وصححه الألباني.
(٢) أخرجه مسلم.
(٣) متفق عليه.
(٤) أخرجه مسلم.

<<  <   >  >>