للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى إعانة ملهوف، ونجدة مصاب .. إلى رعاية أرامل، وكفالة أيتام.

أخي .. قال سفيان: احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمرك، واحذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك، وأن تطلب شيئًا من الدنيا فلا تجده أن تسخط على ربك.

إن من قسم الأرزاق في هذه الدنيا هو: الله، فلا بد أن ترضى لما قسم لك قل أو كثر .. أتى أو ذهب .. وسواء أقبلت الدنيا أو أدبرت .. لا بد أن ترضى بنصيبك منها ولا تشغل بالك .. فلا تتسخط لما قسم لك الله، ولا تنظر إلى من أعلى منك دنيا، ولكن انظر إلى الصالحين الأخيار ..

من شاء عيشًا رحيبًا يستطيل به ... في دينه ثم في دنياه إقبالاً

فلينظرن إلى من فوقه ورعًا ... ولينظرن إلى من دونه مالا (١)

وخير من ذلك كله ما قاله -جل وعلا- في محكم كتابه: {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} [طه: ١٣١].

قال إبراهيم الأشعث: سمعت الفضيل يقول: رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة، من عمل بما علم استغنى عما لا يعلم، ومن عمل بما علم وفقه الله لما يعلم، ومن ساء خلقه شان دينه وحسبه ومروءته (٢).


(١) الإحياء: ٤/ ١٣١.
(٢) السير: ٨/ ٤٢٦.

<<  <   >  >>