للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا

إن لله رجالاً فطنا

نظروا فيها فلما علموا ... أنها ليست لحي وطنا

جعلوا لجة واتخذوا ... صالح الأعمال فيها سفنا

كان عبد الله بن ثعلبة يقول في موعظته: تضحك يا هذا ولعل أكفانك عند القصار! ! (١).

يا راقدًا وقد أوذن بالرحيل، يا مشيد البنيان في مدارج السيول، بادر العمل قبل انقضاء العمر .. لا تنس من يعد الأنفاس للقائك.

[أخي الحبيب]

خذ من الرزق ما كفا ... ومن العيش ما صفا

كل هذا سينقضي ... كسراج إذا انطفا

قال يحيى بن معاذ: الدنيا ذات اشتغال، والآخرة دار أهوال، ولا يزال العبد بين الأشغال والأهوال حتى يستقر به القرار، إما إلى جنة وإما إلى نار (٢).

[أخي المسلم]

من بذل وسعه في التفكر التام، علم أن هذه الدار رحلة، فجمع للسفر رحله، ويعلم أن مبدأ السفر من ظهور الآباء إلى بطون الأمهات، ثم إلى الدنيا، ثم إلى القبر، ثم إلى الحشر، ثم إلى دار الإقامة الأبدية، فدار الإقامة هي دار السلام من جميع الآفات، وهي


(١) العاقبة: ٨٨.
(٢) الزهد: للبيهقي، ٢٤٨.

<<  <   >  >>