للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم (١).

وما نراه اليوم من بذل الأوقات والجهد والأخذ والعطاء والتدقيق والتمحيص لأجل الدنيا لوجدنا العجب ... حتى إن البعض لو أراد شراء حاجة حقيرة أشغل نفسه أيامًا عديدة، وأضاع من أوقاته ساعات ثمينة ... ولو رأيته في المسجد لرأيت نقر الصلاة وعدم الاهتمام بركوعها وسجودها .. بل ومسابقة الإمام .. يؤديها بغير خشوع .. ولا ترى منه الدموع.

فالكثير من الناس مهموم مغموم في أمور الدنيا، ولا يتحرك له طرف إذا فاتته مواسم الخيرات أو ساعات تحري الإجابات .. تراه لاهيًا، ساهيًا .. شاردًا .. يجمع ويطرح، ويزيد وينقص .. وكأن يومه الذي يمر به سيعود إليه .. أو شهره الذي مضى سيرجع إليه؟ !

قال بندار يتحدث عن يحيى بن سعيد: اختلفت إليه عشرين سنة، فما أظن أنه عصي الله قط (٢).

[أخي المسلم]

اصبر على مضض الإدلاج بالسحر ... وفي الرواح على الطاعات والبكر

لا تضجرن ولا يعجزك مطلبها ... فالهم يتلف بين اليأس والضجر

إني رأيت في الأيام تجربة ... للصبر عاقبة محمودة الأثر

وقل من جد في أمر يطلبه ... واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر (٣)


(١) تذكرة الحفاظ: ١/ ٢٩٩.
(٢) موارد الظمآن: ٣/ ٢٧٦.
(٣) عدة الصابرين: ٣٥٥.

<<  <   >  >>