للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منازل تطوى والمسافر قاعد

وأعجب شيء لو تأملت أنها

نداء أخي الكريم من أبي حازم سلمة بن دينار: إن بضاعة الآخرة كاسدة، فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها لم تصل منها لا إلى قليل ولا إلى كثير (١).

فإن يوم القيامة يوم الجزاء والحساب .. هناك عندما تشرق شمس الآخرة حساب بلا عمل، وهنا حيث شمس الدنيا عمل بلا حساب .. فلنكثر من العمل قبل انقطاعه ونستفيد من الأمر قبل انقضائه .. ونستعد للحساب قبل سؤاله.

إنما الدنيا وإن سرت ... قليل من قليل

ليس تعدو أن تبدي ... لك في زي جميل

ثم ترميك من المأ ... من بالخطب الجليل

إنما العيش جوار الله ... في ظل ظليل (٢)

وحال السلف في هذه الدنيا خير حال .. فلم ينظروا إلى زخرفها ومتعها ودورها وقصورها .. فهذا عمر بن الخطاب يعتلي المنبر، ويخطب في الناس، وهو خليفة وعليه إزار فيه ثنتا عشرة رقعة.

الخليفة الثاني هذا هو على المنبر .. لو تمزق ثوب أحدنا لما ذهب إلى المسجد وتخلف عن صلاة الجماعة .. بل الكثير يترك


(١) حلية الأولياء: ٣/ ٢٤٢.
(٢) حلية الأولياء: ١٠/ ٢١٧.

<<  <   >  >>