للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحلام ... سنوات مرت كلمح البصر ذهبت بأفراحها وأحزانها .. وحلوها ومرها .. ولكن -أخي- بقي الحساب! !

لا تغبطن أخا الدنيا لزخرفها ... ولا للذة وقت عجلت فرحًا

فالدهر أسرع شيء في تقلبه ... وفعله بين للخلق قد وضحا

كم شارب عسلاً فيه منيته ... وكم تقلد سيفًا من به ذبحا (١)

قال ضرار بن مرة: قال إبليس، إذا استمكنت من ابن آدم ثلاثًا أصبت منه حاجتي: إذا نسي ذنوبه، واستكثر عمله، وأعجب برأيه (٢).

قال بعض السلف: احذروا دار الدنيا، فإنها أسحر من هاروت وماروت، فإنهما يفرقان بين المرء وزوجه، والدنيا تفرق بين العبد وربه (٣).

عنت الدنيا لطالبها ... واستراح الزاهد الفطن

كل ملك نال زخرفها ... حسبه مما حوى كفن

يقتني مالاً ويتركه ... في كلا الحالين مفتتن (٤)

حالنا كما يراه أبو الدرداء رضي الله عنه بقوله: ما من أحد إلا وفي عقله نقص عن حلمه وعلمه، وذلك أنه إذا أتته الدنيا بزيادة في مال ظل فرحًا مسرورًا، والليل والنهار دائبان في هدم عمره لا


(١) السير: ١٨/ ٢٩٦.
(٢) صفة الصفوة: ٣/ ١١٦.
(٣) تسلية أهل المصائب: ٢٤٨.
(٤) السير: ١٩/ ٤٨٣.

<<  <   >  >>