للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى (١).

والحال -رحمنا الله- قال عنها الحسن البصري: عجبت لأقوام أمروا بالزاد، ونودي فيهم بالرحيل، وهم يلعبون! !

أخي المسلم: ما هو القياس في هذه الدنيا .. وبماذا توزن الأمور .. هذا علي بن أبي طالب يقول: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر عملك ويعظم حلمك، ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل أذنب ذنوبًا فهو يتدارك ذلك بتوبة، أو رجل يسارع في الخيرات، ولا يقل عمل في تقوى كيف يقل ما يتقبل (٢).

عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى ... وللمشتري دنياه بالدين أعجب

وأعجب من هذين من باع دينه ... بدنيا سواه فهو من ذين أخيب (٣)

ومن أتته الدنيا بخيلها ورجلها وأقبلت إليه بأصفرها وأبيضها .. عليه أن يدرك قول الحسن: والله ما أحد من الناس بسط له دنياه، ولم يخف أن يكون مكر به فيها إلا كان قد نقص عمله، وعجز رأيه، وما أمسكها الله عن عبد مسلم يظن أنه قد خير له فيها إلا كان قد نقص عمله وعجز رأيه (٤).


(١) حلية الأولياء: ٤/ ٥١.
(٢) صفة الصفوة: ١/ ٣٢١.
(٣) وفيات الأعيان: ٦/ ١٧٠.
(٤) حلية الأولياء: ٦/ ٢٧٢.

<<  <   >  >>