للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقيصر والقصور وساكنيها

سل الأيام ما فعلت بكسرى

أما استدعتهم للبين طرًا ... فلم تدع الحليم ولا السفيها (١)

خطب عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه فقال: يا أيها الناس إنكم خلقتم لأمر، إن كنتم تصدقون به فإنكم حمقى، وإن كنتم تكذبون به فإنكم هلكى، إنما خلقتكم للأبد ولكنكم من دار إلى دار تنقلون. عباد الله. إنكم في دار لكم فيها من طعامكم غصص، وعن شرابكم شرق، لا تصفو لكم نعمة تسرون بها إلا بفراق أخرى تكرهون فراقها، فاعلموا لما أنتم صارون إليه وخالدون فيه، ثم غلبه البكاء (٢).

إن كنت نلت من الحياة وطيبها ... مع حسن وجهك عفة وشبابًا

فاحذر لنفسك أن ترى متمنيًا ... يوم القيامة أن تكون ترابا (٣)

أخي الحبيب .. أين نحن من هؤلاء؟ !

قال الحسن: والذي نفسي بيده، لقد أدركت أقوامًا كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي تمشون عليه (٤).

رحم الله الحسن .. هذا قوله في زمانه، فماذا لو رأى زماننا، وكيف تكالب الناس على الدنيا لقد قطعت الأرحام، وتباعد الأخوان، وغدًا حديث الناس عن أموال فلان .. وما جمع فلان! !


(١) مكاشفة القلوب: ٢٨٨.
(٢) الإحياء: ٣/ ٢٨٨.
(٣) السير: ١٩/ ١٩٥.
(٤) تسلية أهل المصائب: ٢٤٥.

<<  <   >  >>