للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهل قدمنا -أخي- هذا المهر؟ ! بل نحن لاهون ساهون في هذه الدنيا؛ ونحن نعلم أن وراء كل فرح حزنًا، ووراء كل نعيم كدرًا.

قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: لكل فرحة ترحة، وما ملئ بيت فرحًا إلا ملئ ترحًا (١).

وكان مسعر بن كدام يكثر أن يتمثل بهذه الأبيات في جنازة:

ويحدث روعات لدي كل فزعة ... ونسرع نسيانًا ولم يأتنا أمن

فإنا ولا كفران لله ربنا ... كما البدن لا تدري مني يومها البدن (٢)

قال بعض السلف: ابن آدم، أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن بدأت بنصيبك من الدنيا أضعت نصيبك من الآخرة وكنت من نصيب الدنيا على خطر، وإن بدأت بنصيبك من الآخرة، فزت بنصيبك من الدنيا فانتظمته انتظامًا (٣).

وكيف يلذ العيش من هو عالم ... بأن إله الخلق لا بد سائله

فيأخذ منه ظلمة لعباده ... ويجزيه بالخير الذي هو فاعله (٤)

وكتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز: أما بعد: فإن الدنيا: دار ظعن، وليست بدار إقامة، وإنما أنزل آدم إليها عقوبة،


(١) تسلية أهل المصائب: ١٥.
(٢) حلية الأولياء: ٧/ ٢٢١.
(٣) فضائل الذكر: لابن الجوزي، ١٩.
(٤) شرح الصدور: ٢٩٥.

<<  <   >  >>