للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تواضعًا لربي -عز وجل- وأحب الموت اشتياقًا إلى ربي -عز وجل- وأحب المرض تكفيرًا لخطاياي (١).

للناس حرص على الدنيا بتدبير ... وصوفها لك ممزوج بتكدير

لم يرزقوها بعقل بعدما قسمت ... لكنهم رزقوها بالمقادير

كم من أديب لبيب لا تساعده ... وأحمق نال دنياه بتقصير

ولو كان عن قوة أو عن مغالبة ... طار البزاة بأرزاق العصافير (٢)

والدنيا وإن كانت دنيئة حقيرة .. إلا أنها ممر إلى الدار الآخرة ومعبر إلى إحدى المنزلتين. جنة أو نار .. ولنرى أحد تلك الممرات التي تؤدي إلى الجنة .. وهي من أعمال الدنيا.

قال - صلى الله عليه وسلم -: «حوسب رجل ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنه كان يخالط الناس، وكان موسرًا، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال الله -عز وجل- نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه» رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

يقول الإمام الشافعي: أشد الأعمال ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف (٣).

وقال الحسن: غدًا كل امرئ فيما يهمه، ومن هم بشيء أكثر من ذكره، إنه لا عاجلة لمن لا آخرة له، ومن آثر الدنيا على


(١) الزهد: ٢١٧.
(٢) تاريخ الخلفاء: ١٧١.
(٣) صفة الصفوة: ٢/ ٢٥١.

<<  <   >  >>