للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينصب؟ (١).

رأيت الدهر مختلفًا يدور ... فلا حزن يدوم ولا سرور

وقد بنت الملوك به قصورًا ... فلم تبق الملوك ولا القصور (٢)

ونحن في هذه الدنيا لاهون ساهون هذا صوت ينادي .. صوت بلال بن سعد يقول: يا أهل التقى إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما تنقلون من دار إلى دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن الأرحام إلى الدنيا ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن الموقف إلى الخلود في جنة أو نار (٣).

مراحل متتابعة .. وأزمنة متتالية، قطعنا منها مراحل عدة .. من الأصلاب إلى الأرحام ومن الأرحام إلى الدنيا .. ها نحن نسير عليها، ننتظر النقلة التالية إلى القبور .. ووالله نحن في غفلة وإلا كيف تحلو الحياة، ويطيب العيش، ووراءنا القبور والموقف .. ثم الخلود .. أهوال وأهوال.

قال أبو بكر المروذي: دخلت على أحمد بن حنبل يومًا فقلت: كيف أصبحت؟ فقال: كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرض، ونبيه يطالبه بأداء السنة، والملكان يطالبانه بتصحيح العمل، ونفسه تطالبه بهواها، وإبليس يطالبه بالفحشاء، وملك الموت يطالبه


(١) الإحياء: ٣/ ٢٢٤.
(٢) ديوان الإمام علي: ١٠٠.
(٣) السير: ٥/ ٩١.

<<  <   >  >>