للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بقبض روحه، وعياله يطالبونه بالنفقة (١).

هذه الدنيا التي نحن نتكالب عليها .. ونتقاتل عليها .. لننظر الوجه المشرق لمن عرف قيمة الوقت في هذه الدنيا ..

يحدثنا أبو ضمرة عن صفوان بن سليم فيقول: رأيته ولو قيل له الساعة غدًا، ما كان عنده مزيد عمل (٢).

أرى حللاً تصان على أناس ... وأعراضًا تنال ولا تصان

يقولون الزمان زمان سوء ... وهم فسدوا وما فسد الزمان (٣)

قال بعض السلف: من ادعى بغض الدنيا فهو عندي كذاب إلى أن يثبت صدقه، فإذا ثبت صدقه، فهو مجنون (٤).

لأن هذه الدنيا مزرعة الآخرة .. يتزود فيها بالطاعات والصالحات. وهو أحد رجلين طالب دنيا، فكيف يبغضها وهو يسير في ركبها، ورجل آخر يطلب الآخرة، فأنى له أن يبغض زمن الزرع ووقت العمل؟ !

قال بعض الحكماء: كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره، كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وتقوده حياته إلى موته (٥).


(١) مناقب الإمام أحمد: ٣٥٥.
(٢) تذكرة الحفاظ: ١/ ١٣٤.
(٣) الزهد: للبيهقي، ١٥٧.
(٤) صيد الخاطر: ٢١٢.
(٥) جامع العلوم والحكم: ٣٨١.

<<  <   >  >>