للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أخي المسلم]

إذا خلا القلب من ملاحظة الجنة والنار، ورجاء هذه والهرب من هذه فترت عزائمه، وضعفت همته، ووهي باعثه، وكلما كان أشد طلبًا للجنة وعملاً لها، كان الباعث له أقوى، والهمة أشد والسعي أتم، وهذا أمر معلوم بالذوق (١).

والكثير يسير في هذه الدنيا، يبحث عن الجادة، وينشد الطريق، ويسرع نحو السعادة .. يا ترى هل أخطأ الطريق وأضاع العلامة .. لنرى ذلك في قول مالك بن دينار حينما قال: خرج أهل الدنيا من الدنيا، ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله (٢).

من شاء عيشا هنيئًا يستفيد به ... في دينه ثم في دنياه إقبالا

فلينظرن إلى من فوقه أدبًا ... ولينظرن إلى من دونه مالا (٣)

قال داود الطائي: اجعل الدنيا كيوم صمته ثم أفطرت على الموت (٤).

وحين سأل رجل الحسن بقوله: يا أبا سعيد، من الفقيه؟ قال: الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المجتهد في العبادة، هذا الفقيه.


(١) مدارج السالكين: ٢/ ٨٢.
(٢) السير: ٥/ ٢٣٦.
(٣) أدب الدنيا والدين: ٨١.
(٤) صفة الصفوة: ٣/ ١٣٤.

<<  <   >  >>