للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن تيمية رحمه الله: الحسنات كلها عدل، والسيئات كلها ظلم، وأن الله إنما أنزل الكتب وأرسل الرسل ليقوم الناس بالقسط، والقسط والظلم نوعان: نوع في حق الله تعالى كالتوحيد، فإنه رأس العدل، والشرك رأس الظلم، ونوع في حق العباد، إما مع حق الله كقتل النفس أو مفردا كالدين الذي ثبت برضا صاحبه، ثم إن الظلم في حق العباد نوعان: وهو ظلم كمعاملة الربا والميسر [مجموع الفتاوى (٢٠/ ٧٩)].

أخي المسلم: إن موقف القيامة موقف عصيب ومشهد رهيب.

قال الحسن: إن الرجل ليتعلق بالرجل يوم القيامة فيقول: بيني وبينك الله، فيقولك والله ما أعرفك.

فيقولك أنت أخذت طينة من حائطي، وآخر يقول: أنت أخذت خيطا من ثوبي.

وسوف يكون لأصحاب التفريط يوم ندامة وساعة تأوه {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: ١٤] لكن بعد فوات الأوان، وحلول العذاب.

قال بلال بن مسعود: ربَّ مسرور مغبون، يأكل ويشرب ويضحك، وقد حق في كتاب الله عز وجل أنه من وقود النار.

وقال الحسن رضي الله عنه: ما ظنك بيوم قاموا فيه على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة، لا يأكلون فيها أكلة، ولا يشربون فيها شربة، حتى إذا انقطعت أعناقهم عطشا، واحترقت

<<  <   >  >>