للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال يحيى بن معاذ رحمه الله: «يا غفول يا جهول! لو سمعت صرير الأقلام في اللوح المحفوظ وهي تكتب اسمك عند ذكرك لمولاك؛ لمتَّ شوفًا إلى مولاك».

أخي:

ها هي الأيام تنقضي سريعًا، والناس راحلون نحو الآخرة!

ولو نرى أحدهم سفرًا قصيرًا لأعد الزاد ولتهيَّأ لسفره.

فماذا أعددت لسفر الآخرة؟ !

وبأيَّة بضاعة سترحل؟ !

ذكر الله تعالى تلك البضاعة الخفيفة .. ولكنها الغالية القيمة!

فكم عمي الغافلون عن نفاسة هذه البضاعة!

وكم أجهدوا النفوس في تحصيل بضائع الدنيا الفانية!

وكم شدُّوا المطايا في ملاحقة التراث الفاني!

وكم واصلوا ليلهم بنهارهم من أجل البضاعة الرخيصة!

نظروا بعين الحرص، وعميت عندهم عين البصيرة!

فما أوكسها من صفقة! وما أغبن أهلها!

{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: ٣٦، ٣٧].

<<  <   >  >>