للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَإِنَّهُمْ خَرَجُوا كرْهًا" (١).

* مَوقِفُ أَبِي حُذَيْفَةَ بنِ عُتْبَةَ -رضي اللَّه عنه-:

وَلَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالكَفِّ عَنْ هَؤُلَاءَ، قَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بنُ عُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ -رضي اللَّه عنه-: أَنَقْتُلُ آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا وعَشِيرَتَنَا وَنَتْرُكُ العَبَّاسَ! وَاللَّهِ لَئِنْ لَقِيتُهُ لَأُلْحِمَنَّهُ (٢) السَّيْفَ، فَبَلَغَتْ مَقَالتهُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالَ لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ: "يَا أبا حَفْصٍ أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالسَّيْفِ؟ " قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَوَّلُ يَوْمٍ كَنَّانِي فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِأبِي حَفْصٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي فَلْأَضْرِبْ عُنقهُ بِالسَّيْفِ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ نَافَقَ.

فَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ -رضي اللَّه عنه- يَقُولُ: مَا أنا بِآمِنٍ مِنْ تِلْكَ الكَلِمَةِ التِي قُلْتُ يَوْمَئِذٍ، وَلَا أَزَالُ مِنْهَا خَائِفًا، إِلَّا أَنْ تُكَفِّرَهَا عَنِّيَ الشَّهَادَةُ، فَقُتِلَ -رضي اللَّه عنه- يَوْمَ اليَمَامَةِ شَهِيدًا، وَهُوَ ابنُ لسِتٍّ وَخَمْسِينَ سَنَةً، فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رضي اللَّه عنه- (٣).

* مَقْتَلُ أَبِي البَخْتَرِيِّ بنِ هِشَامٍ:

وَلَمْ يُقْتَلْ أَحَدٌ مِنَ النَّفَرِ الذِينَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَنْ قَتْلِهِمْ، إِلَّا أَبَا


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٦٧٦).
(٢) لُحِمَ: أي قُتِلَ. انظر النهاية (٤/ ٢٠٦).
(٣) أخرج ذلك الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب دعاء أبي حذيفة بالشهادة - رقم الحديث (٥٠٤٢) - وابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢٤٠) - والبيهقي في دلائل النبوة (٣/ ١٤٠) وإسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>