للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلِذَلِكَ نَزَعَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَمِيصهُ الذِي أَلْبَسَهُ (١).

أَمَّا فِدَاءُ العَبَّاسِ -رضي اللَّه عنه- فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، وَالحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرَكِ بِسَنَدٍ حَسَن عَنْ ابْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِلْعَبَّاسِ: "يَا عَبَّاسَ، افْدِ نَفْسَكَ، وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بنَ أَبِي طَالِبٍ، وَنَوْفَلَ بنَ الحَارِثِ، وحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بنَ جَحْدَمٍ"، أَحَدَ بَنِي الحَارِثِ بنِ فِهْرٍ، فَقَالَ العَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا (٢)، وَلَكِنَّ القَوْمَ اسْتَكْرَهُونِي، فَقَالَ رَسُولىُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِسْلَامِكَ، إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي حَقًّا، فَاللَّهُ يَجْزِيكَ بِذَلِكَ، وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ، فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا، فَافْدِ نَفْسَكَ"، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-


(١) قال الحافظ في الفتح (٦/ ٢٥٢): أي لعبد اللَّه بن أُبي بن سلول عند دفنه.
وأخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب الكسوة للأسارى - رقم الحديث (٣٠٠٨).
(٢) قال الحافظ في الفتح (٣/ ٥٨٤) (٧/ ٤٤٢): اخْتُلِف في الوقت الذي أسلم فيه العباس -رضي اللَّه عنه-، فقيل: أسلم قبل الهجرة، وأقام بأمرِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- له في ذلك لمصلحة المسلمين، روى ذلك ابن سعد في طبقاته (٤/ ٣٢٣) من حديث ابن عباس، وفي إسناده الكلبي وهو متروك، ويرده أن العباس أسر ببدر، وقد فَدى نفسه، وَأَما قول أبي رافع -رضي اللَّه عنه- في قصة بدر: "كان الإسلام دخل علينا أهل البيت"، فلا يَدُلُّ على إسلام العباس حينئذ، فإنَّه كان ممن أسِرَ يوم بدر، وفدى نفسه وعَقِيلًا ابن أخيه أبي طالب، ولأجل أنَّه لم يُهَاجر قبل الفتح لم يدخله عمر -رضي اللَّه عنه- في أهل الشورى مع معرِفَتِهِ بفضله واستِسْقَائِهِ به، والمشهور أنَّه أسلم قبل فتح خيبر، ويدل عليه حديث أنس -رضي اللَّه عنه- في قصة الحجاج بن عِلاط.
قلت: ستأتي قِصَّة الحجاج بن عِلاط في أحداث غزوة خيبر إن شاء اللَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>