للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرُّمَاةِ- وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِأَمِيرِهِمْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ جُبَيْرٍ -رضي اللَّه عنه-: "انْضَحِ (١) الخَيْلَ عَنَّا بِالنَّبْلِ، لَا يَأْتُونَا مِنْ خَلْفِنَا، إِنْ كَانَتْ لَنَا أَوْ عَلَيْنَا، فَاثْبُتْ مَكَانَكَ، لَا نُؤْتيَنَّ مِنْ قِبَلِكَ" (٢).

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِلرُّمَاةِ: "احْمُوا ظُهُورَنَا، فَإنْ رَأَيْتُمُونَا نُقَتَلُ، فَلَا تَنْصُرُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلَا تَشْرَكُونَا" (٣).

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى في صَحِيحِ البُخَارِيِّ قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِلرُّمَاةِ: "إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخَطَّفُنَا الطَّيْرُ (٤) فَلَا تَبْرَحُوا (٥) مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ، وَأَوْطَأناهُمْ، فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسلَ إِلَيْكُمْ" (٦).

أَمَّا بَقِيَّةُ الجَيْشِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى المَيْمَنَةِ: المُنْذِرَ بنَ عَمْرٍو -رضي اللَّه عنه-، وَعَلَى المَيْسَرَةِ: الزُّبَيْرَ بنَ العَوَّامِ -رضي اللَّه عنه- يُسَانِدُهُ: المِقْدَادُ بنُ عَمْرٍو -رضي اللَّه عنه-، وَكَان لِلزُّبَيْرِ -رضي اللَّه عنه- مَهَمَّةٌ أُخْرَى، وَهِيَ الصُّمُودُ في وَجْهِ فُرْسَانِ خَالِدِ بنَ الوَليدِ (٧).


(١) نَضَحَ: رمى. انظر النهاية (٥/ ٦٠).
(٢) انظر سيرة ابن هشام (٣/ ٧٤).
(٣) أخرج ذلك الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٦٠٩) وإسناده حسن.
(٤) الخَطْفُ: استلابُ الشيءِ وأخذه بسُرعة، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تخطَّفَنا الطيْر": أي تستَلِبَنا وتطِيرَ بِنا، وهو مبالغة الهَلاك. انظر النهاية (٢/ ٤٧).
(٥) بَرِحَ: أي زَال. انظر لسان العرب (١/ ٣٦٤).
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب- رقم الحديث (٣٠٣٩) - وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٨٥٩٣).
(٧) انظر زاد المعاد (٣/ ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>