للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* مَقْتَلُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ حَرَامٍ وَالدِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:

مِنَ الذِينَ أَبْلَوْا بَلَاءً حَسَنًا يَوْمَ أُحُدٍ وَقُتِلَ: عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ وَالِدُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، جَيءَ بِأَبِي مُسَجًّى (١)، وَقَدْ مُثِّلَ (٢) بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ، فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ، فنَهَانِي قَوْمِي، فَرَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أَوْ أَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ، فَسَمعَ صَوْتَ بَاكِيَةٍ أَوْ صَائِحَةٍ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ هَذِهِ؟ "، فَقَالُوا: بِنْتُ عَمْرٍو، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو (٣).

فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَلِمَ تَبْكِي (٤)؟ فَمَا زَالَتِ المَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ" (٥).


= الحديث (٥٠٦٩) - وانظر سيرة ابن هشام (٣/ ٧٧) - البداية والنهاية (٤/ ٣٩١) - دلائل النبوة للبيهقي (٣/ ٢٣٣).
(١) مُسَجَّى: أي مُغَطّى. انظر النهاية (٢/ ٣١٠).
(٢) مُثِّل: بضم الميم وكسر الثاء، ومثلت بالقتيل: إذا قطَعَ أطرفه أو أنفَه أو أذنه ونحو ذلك. انظر النهاية (٤/ ٢٥١).
(٣) قال الحافظ في الفتح (٣/ ٥١٢): هذا شكٌّ من سفيان -أحد الرواة- والصواب بنت عمرو، وهي فاطمة بنت عمرو.
(٤) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٣/ ٥١٢): لأن هذا الجليل القدرِ الذي تُظِلُّه الملائكة بأجنحَتهَا لا ينبغي أن يُبكى عليه، بل يُفرَحَ له بما صار إليه.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الجنائز - باب (٣٤) - رقم الحديث (١٢٩٣) - وأخرجه في كتاب المغازي - باب من قُتِل من المسلمين يوم أحد - رقم الحديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>