للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَسْلَمْتُ، ثُمَّ قَاتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، حَتَّى أَصَابَنِي مَا ترَوْنَ، وَمَاتَ في وَقْتِهِ، فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ".

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه-: وَلَمْ يُصَلِّ للَّهِ صَلَاةً قَطُّ (١).

* المُجَدَّعُ (٢) عَبْدُ اللَّهِ بنُ جَحْشٍ -رضي اللَّه عنه-:

قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: كَانَ يُقَالُ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ جَحْشٍ -رضي اللَّه عنه-: المُجَدَّعُ في اللَّهِ (٣)، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدْعُو اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَهُ الشَّهَادَةَ في أُحُدٍ بَعْدَ أَنْ يُجَدَّعَ، فَقَدْ أَخْرَجَ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ إِسْحَاقَ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ جَحْشٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: أَلَا تَأْتِي نَدْعُو اللَّهَ، فَخَلَوْا في نَاحِيَةٍ، فَدَعَا سَعْدٌ -رضي اللَّه عنه-، فَقَالَ: يَا رَبِّ إِذَا لَقِينَا القَوْمَ غَدًا فَلَقِّينِي رَجُلًا شَدِيدًا بَأْسُهُ، شَدِيدًا حَرَدُهُ (٤)، فَأُقَاتِلُهُ فِيكَ، وَيُقَاتِلُنِي ثُمَّ ارْزُقْنِي عَلَيْهِ الظَّفَرَ (٥) حَتَّى أَقْتُلَهُ، وَآخُذَ سَلَبَهُ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ جَحْشٍ -رضي اللَّه عنه-، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي غَدًا رَجُلًا شَدِيدًا حَرَدُهُ، شَدِيدًا بَأْسُهُ، أُقَاتِلُهُ فِيكَ، ويُقَاتِلُنِي ثُمَّ


(١) أخرج قِصَّة استشهاد الأُصيرم -رضي اللَّه عنه-: الإمام أحمد في المسند - رقم الحديث (٢٣٦٣٤) - وابن إسحاق في السيرة (٣/ ١٠٠) - وإسناده حسن كما قال الحافظ في الإصابة (٤/ ٥٠٠).
(٢) الجَدْع: قطع الأنف والأذن، والشفة، وهو بالأنف أخَصُّ، يُقال: رجل أجدَعُ ومجدوعٌ: إذا كان مقطوع الأنف. انظر النهاية (١/ ٢٣٩).
(٣) انظر أسد الغابة (٢/ ٥٦٦).
(٤) الحَرْدُ: الغيظُ والغضب. انظر لسان العرب (٣/ ١١٠).
(٥) الظَّفَرُ بالفتح: الفوز بالمطلوب. انظر لسان العرب (٨/ ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>