للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَذَلِكَ في خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ -رضي اللَّه عنه- (١).

* يَوْمُ أُحُدٍ كُلُّهُ لِطَلْحَةَ -رضي اللَّه عنه-:

أَمَّا طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ -رضي اللَّه عنه- فَقَدْ أَبْلَى -رضي اللَّه عنه- بَلَاءً عَظِيمًا يَوْمَ أُحُدٍ، وَوَقَى رَسُولَ اللَّهِ -رضي اللَّه عنه- بِنَفْسِهِ، وَاتَّقَى عَنْهُ النَّبْلَ بِيَدِهِ حَتَّى شُلَّتْ، كَمَا سَيَأْتِي.

رَوَى التِّرْمِذِيُّ في جَامِعِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ مُوسَى وَعِيسَى ابْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِمَا، أَنَّ أصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالُوا لِأَعْرَابِيٍّ جَاهِلٍ: سَلْهُ (٢) عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ (٣) مَنْ هُوَ؟ وَكَانُوا لَا يَجْتَرِئُونَ عَلَى مَسْأَلتِهِ، يُوَقِّرُونَهُ وَيَهَابُونَهُ، فَسَأَلَهُ الأَعْرَابِيُّ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ.

قَالَ طَلْحَةُ: ثُمِّ إِنِّي اطَّلَعْتُ مِنْ بَابِ المَسْجِدِ، وَعَلَيَّ ثِيَابٌ خُضْرٌ، فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ؟ "، قَالَ الأَعْرَابِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ" (٤).


(١) انظر الإصابة (٢/ ٣٦٤).
(٢) أي اسأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(٣) النَّحْبُ: النذْرُ، كأنه ألزمَ نفسه أن يَصْدُق أعداء اللَّه في الحرب فوفى به.
وقيل: النحبُ: الموتُ، كأنه يُلْزِم نفسه أن يُقاتل حَتَّى يموت. انظر النهاية (٥/ ٢٣).
(٤) أخرجه الترمذي في جامعه - كتاب المناقب - باب مناقب طلحة بن عبيد اللَّه - رقم الحديث (٣٧٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>