للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرُّمَاةِ فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَنَسٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مُجَوِّبٌ (١) عَلَيْهِ، بِحَجَفَةٍ (٢) لَهُ، وَكانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ (٣)، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْن أَوْ ثَلَاثًا (٤).

وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُعْجَبُ بِشَجَاعَةِ أَبِي طَلْحَةَ -رضي اللَّه عنه-، حَتَّى إِنَّهُ قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ أَشَدُّ عَلَى المُشْرِكينَ مِنْ فِئَةٍ" (٥).

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى في المُسْنَدِ عَنْ أَنَسٍ -رضي اللَّه عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ في الجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ" (٦)، قَالَ: وَكَانَ يَجْثُو (٧) بَيْنَ يَدَيْهِ


(١) مُجَوِّبٌ: بضم أوله وفتح الجيم وتشديد الواو: أي مُتَرّس عليه يَقِيه بها، ويُقال للتّرس أيضًا جوبة. انظر فتح الباري (٨/ ١٠٨) - النهاية (١/ ٣٠٠).
(٢) الحَجَفَةُ: هي الترس. انظر النهاية (١/ ٣٣٣).
(٣) قال الحافظ في الفتح (٨/ ١٠٩): شَدِيدُ النزْعِ: أي رميُ السهم.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} - رقم الحديث (٤٠٦٤) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب السير - باب غزوة النساء مع الرجال - رقم الحديث (١٨١١) - وأخرجه الإمام أحمد في المسند - رقم الحديث (١٢٠٢٤).
(٥) الفِئَةُ: هي الفِرْقَةُ والجماعَةُ من الناس. انظر النهاية (٣/ ٣٦٤).
والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٣١٠٥) - وإسناده صحيح على شرط مسلم.
(٦) قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خيرٌ من فئة": قال السندي رحمه اللَّه تعالى في شرح المسند (٧/ ١٣٥): أي أهيبُ في صدورِ العدوِّ من فئة.
(٧) الجَاثِي: هو الَّذي يجلسُ علي ركبتَيْهِ. انظر لسان العرب (٢/ ١٨٠). =

<<  <  ج: ص:  >  >>