للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ، وَالحَاكِمُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: . . . فَلَمَّا غَنِمَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَأَبَاحُوا عَسْكَرَ المُشْرِكِينَ، أَكَبَّ الرُّمَاةُ جَمِيعًا فَدَخَلُوا في العَسْكَرِ يَنْهَبُونَ، وَقَدِ الْتَقَتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَهُمْ: هَكَذَا -وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابعِ يَدَيْهِ- وَالْتَبَسُوا، فَلَمَّا أَخَلَّ الرُّمَاةُ تِلْكَ الخَلَّةَ التِي كَانُوا فِيهَا دَخَلَتِ الخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ المَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَالْتَبَسُوا، وَقُتِلَ مِنَ المُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌ (١).

وَأَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ المُشْرِكُونَ، فَصَرَخَ إِبْلِيسُ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ (٢)، فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ (٣) هِيَ وَأُخْرَاهُمْ (٤).

* المُسْلِمُونَ يَقْتُلُونَ اليَمَانَ وَالِدَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا خَطَأً:

فَبَصُرَ حُذَيْفَةُ -رضي اللَّه عنه- فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ اليَمَانِ -رضي اللَّه عنه-، فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي،


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٦٠٩) - والحاكم في المستدرك - كتاب التفسير - باب قصة غزوة أُحد - رقم الحديث (٣٢١٧).
(٢) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٨/ ١٠٩): أي احتَرِزُوا من جهةِ أُخْرَاكم، وهي كلمةٌ تُقال لمَنْ يَخْشى أن يُؤْتى عندَ القتال من وَرَائه، وكان ذلك لما تَرَكَ الرُّماة مكانهم، ودَخَلُوا ينتَهِبُون عسكرَ المُشركين.
(٣) يُقال: جلدنَاهم بالسيوف: أىِ ضَرَبْنَاهم. انظر لسان العرب (٢/ ٣٢٣).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} - رقم الحديث (٤٠٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>