للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ: يَا سَعْدَ بنَ مُعَاذٍ الجَنَّةُ وَرَبِّ النَّضْرِ، إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا دُونَ أُحُدٍ (١)، ثُمَّ أَخَذَ يُقَاتِلُ المُشْرِكِينَ حَتَّى قُتِلَ -رضي اللَّه عنه-.

قَالَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ -رضي اللَّه عنه- لِلرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعْدَ المَعْرَكَةِ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَصْنَعَ مَا صَنَعَ أَنَسُ بنُ النَّضْرِ (٢)، فَوُجِدَ في جَسَدِهِ بِضْع وَثَمَانُونَ مَا بَيْنَ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ، أَوْ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةٍ بِسَهْمٍ، وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ المُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ إِلَّا أُخْتُهُ (٣) بِبَنَانِهِ (٤)، وَكَانَ حَسَنَ البَنَانِ.

قَالَ أنَسُ بنُ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه-: كُنَّا نرَى أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ، وَفِي أَشْبَاهِهِ وَهِيَ قَوْلُه تَعَالَى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (٥).


(١) هذه رواية البخاري في صحيحه، وفي رواية الإمام مسلم في صحيحه، والطيالسي، والنسائي قال أنس -رضي اللَّه عنه-: واهًا لريح الجنَّة أجدُهُ دونَ أُحد.
(٢) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٨/ ١٠٠): ودَلَّ قول سعد بن معاذ -رضي اللَّه عنه- هذا في أنسَ بن النَّضْرِ -رضي اللَّه عنه- علي شجاعة مُفْرِطة في أنس بن النضر -رضي اللَّه عنه- بحيث أن سعدَ بن مُعَاذ -رضي اللَّه عنه- مع ثباتِهِ يوم أُحد، وكمال شجاعته ما جسُرَ -أي ما أقدم- على ما صنَعَ أنس بن النضر.
(٣) وقع في رواية الإمام مسلم في صحيحه تسميتها: الرُبيّع بنت النضر.
(٤) البَنَانُ: هي الإصبع.
(٥) سورة الأحزاب آية (٢٣).
وأخرج قصة أنس بن النضر -رضي اللَّه عنه-: البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب قوله تَعَالَى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} - رقم الحديث (٢٨٠٥) - وأخرجه في كتاب المغازي - باب غزو أحد - رقم الحديث (٤٠٤٨) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الإمارة - باب ثبوت الجنة للشهيد - رقم الحديث (١٩٠٣) - =

<<  <  ج: ص:  >  >>