للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجَعَلَ يَخُورُ كَمَا يَخُورُ الثَّوْرُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، وَقَدْ خَدَشَهُ في عُنُقهِ خَدْشًا غَيْرَ كَبِيرٍ، قَالَ: قَتَلَنِي وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ، فَقَالُوا لَهُ: ذَهَبَ وَاللَّهِ فُؤَادُكَ، وَاللَّهِ إِنَّ بِكَ مِنْ بَأْسٍ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ قَالَ لِي بِمَكَّةَ: "أَنَا أَقْتُلُكَ"، فَوَاللَّهِ لَوْ بَصَقَ عَلَيَّ لَقَتَلَنِي.

وَقِصَّةُ ذَلِكَ أَنَّ أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ كَانَ يَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِمَكَّةَ فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ عِنْدِي فَرَسًا أَعْلِفُهُ كُلَّ يَوْمٍ فَرَقًا (١) مِنْ ذُرَةٍ أَقْتُلُكَ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ".

وَمَاتَ عَدُوُّ اللَّهِ بِسَرِفٍ (٢)، وَهُمْ رَاجِعُونَ إِلَى مَكَّةَ (٣).

أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (٤).


(١) الفَرَقُ؛ بالتحريك مِكْيَالٌ ضخمٌ لأهلِ المَدِينة معروف. انظر النهاية (٣/ ٣٩١).
(٢) سَرِف بكسر الراء: موضع من مكة علي عشرة أميال. انظر النهاية (٢/ ٣٢٦).
(٣) أخرج قصَّة مقتل أُبي بن خلف: أبو نعيم في دلائل النبوة (٢/ ٤١٤) - وابن سعد في طبقاته (٢/ ٢٧٢) - والبيهقي في دلائل النبوة (٣/ ٢٣٧) مرسلًا عن سعيد بن المسيب، ووصله الواحدي في أسباب النزول ص ٥٦ - والحاكم في المستدرك - كتاب التفسير - باب طعن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أُبي بن خلف - رقم الحديث (٣٣١٦) - وإسناده صحيح.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - ما أصاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الجراح يوم أُحد - رقم الحديث (٤٠٧٣) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب غزوة أُحد - رقم الحديث (١٧٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>