للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: . . . أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- فَأَتَى المِهْرَاسَ (١)، وَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي دَرَقَتِهِ (٢)، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ، فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا فَعَافَهُ، فَغَسَلَ بِهِ الدَّمَ الذِي فِي وَجْهِهِ، وَهُوَ يَقُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اشتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٣).

ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَأَخَذَتْ تُدَاوِي جِرَاحَ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ سَعِيدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَومُ أُحُدٍ، وَانْصَرَفَ المُشْرِكُونَ خَرَجَ النِّسَاءُ إِلَى الصَّحَابَةِ يُعِينُونَهُمْ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ فِيمَنْ خَرَجَ، فَلَمَّا رَأَتِ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- اعْتَنَقَتْهُ، وَجَعَلَتْ تَغْسِلُ جِرَاحَاتِهِ بِالمَاءِ فَيَزْدَادُ الدَّمُ (٤).

وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: . . . فَكَانَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- تَغْسِلُ الدَّمَ، وكَانَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- يَسْكُبُ (٥) عَلَيْهَا المَاءَ بِالمِجَنِّ (٦)، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ المَاءَ لَا يَزِيدُ


(١) المِهْرَاسُ: هو ماءٌ بجَبَلِ أُحد. انظر النهاية (٥/ ٢٢٤).
(٢) الدّرَقَةُ: التُّرْسُ من جُلُودٍ ليست فيها خشبٌ ولا عقب. انظر لسان العرب (٤/ ٣٣٣).
(٣) أخرجه ابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مناقب الصحابة - باب ذكر طلحة بن عبيد اللَّه -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٦٩٧٩).
(٤) أورد ذلك الحافظ في الفتح (٨/ ١٢٣) - وسكت عليه.
(٥) سكب: صَبَّ. انظر لسان العرب (٦/ ٣٠٢).
(٦) المِجَنُّ: التُّرْس. انظر النهاية (٤/ ٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>