للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَدْرِيَانِ فَجَاءَتِ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنِّي أخَافُ عَلَى عَقْلِهَا"، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا وَدَعَا فَاسْتَرْجَعَتْ وَبَكَتْ (١).

وَأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي الزُّبَيْرُ: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ تَسْعَى، حَتَّى إِذَا كَادَتْ أَنْ تُشْرِفَ عَلَى القَتْلَى، قَالَ: فكَرِهَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ ترَاهُمْ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المَرْأَةَ المَرْأَةَ".

قَالَ الزُّبَيْرُ: فتَوَسَّمْتُ (٢) أَنَّهَا أُمِّي صَفِيَّةُ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهَا، فَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِي إِلَى القَتْلَى، قَالَ: فَلَدَمَتْ (٣) فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَلْدَةً (٤)، قَالَتْ: إِلَيْكَ، لَا أَرْضَ لَكَ (٥)، قُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَزَمَ عَلَيْكِ.

قَالَ: فَوَقَفَتْ، وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا، فَقَالَتْ: هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - باب استشهاد حمزة -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٤٩٤٧) وسكت عليه - وقال الذهبي: سمعه أبو بكر بن عياش من يزيد، وليسا بمعتمدين، لكن للحديث شواهد يصح بها، ففي الباب، عن ابن مسعود أخرجه الإمام أحمد في المسند - رقم الحديث (٤٤١٤) - وهو حديث حسن لغيره - وعن الزبير بن العوام أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٤١٨) - وإسناده حسن.
(٢) توسَّمْتُ: تفَرَّسْتُ. انظر لسان العرب (١٥/ ٣٠٣).
(٣) لَدَمتْ: أي ضَرَبَتْ ودَفعَتْ. انظر النهاية (٤/ ٢١٢).
(٤) جلدَة: أي قَوِيَّة. انظر النهاية (١/ ٢٧٥).
(٥) لا أرضَ لكَ: هي كما يُقال: لا أُمَّ لك: فهو يُقَال إما للتعجُّبِ، أو للزَّجْرِ، أو للتهوِيلِ، أو للإعجاب. انظر لسان العرب (١/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>