للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ- فَانْطَلَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَة (١) -وَهُوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ- ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ، يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لِحْيَانَ، فنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِائتَيْ رَجُلٍ كُلُّهُمْ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا (٢) آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنَ المَدِينَةِ، فَقَالُوا: هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِم وَأَصْحَاُبهُ لَجَؤُوا إلى فَدْفَدٍ (٣)، وَأَحَاطَ بِهِمُ القَوْمُ، فَقَالُوا لَهُمْ: انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ، وَلَكُمُ العَهْدُ وَالمِيثَاقُ، وَلَا نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا (٤)، فَقَالَ عَاصِمُ بنُ ثَابِتٍ -رضي اللَّه عنه- أَمِيرُ السَّرِيَّةِ: أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لَا أَنْزِلُ اليَوْمَ في ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ (٥)، فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا في سَبْعَةٍ (٦).


(١) في رواية الطيالسي في مسنده - رقم الحديث (٢٧٢٠) - وابن سعد في طبقاته (٢/ ٢٧٧): الهَدَّةُ -بتشديد الدال بغير ألف-.
(٢) قَصُّ الأثَرِ: أي تَتَبُّعُهُ. انظر النهاية (٤/ ٦٤).
(٣) الفَدْفَد: الموضعُ المُرْتَفِعُ. انظر النهاية (٣/ ٣٧٧) - فتح الباري (٨/ ١٣٤).
(٤) في رواية ابن سعد في طبقاته (٢/ ٢٧٧): قالوا لهم: إنَّا واللَّه ما نُرِيد قِتَالكم، إنما نُرِيد أن نُصِيبَ بكم ثَمَنا من أهل مكة.
(٥) وفي رواية الطيالسي في مسنده: قال عاصم -رضي اللَّه عنه-: اللهم بلِّغ عنا نَبِيَّك السلام.
(٦) أي في جملة سبعة، وفي رواية الطيالسي في مسنده: فَقُتِل منهم سَبْعة، ونزل ثلاثة في العهد والميثاق.
وأخرج ذلك: البخاري في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب هل يستأسر الرَّجل؟ - رقم الحديث (٣٠٤٥) - والطيالسي في مسنده - رقم الحديث (٢٧٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>