للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ (١) وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ (٢) أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ (٣) مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ (٤) وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} (٥).

أَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ أَنَسٍ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ قَالَ: لَوْ كَانَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَاتِمًا شَيْئًا لَكتَمَ هَذِهِ الآيَةَ (٦).

وَأَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ، وَالتِّرْمِذِيُّ في جَامِعِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَاتِمًا شَيْئًا مِنَ الوَحْي، لَكَتَمَ


(١) قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في تفسيره (٦/ ٤٢٤): أنعم اللَّه عليه بالإسلام ومُتَابعة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(٢) قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في تفسيره (٦/ ٤٢٤): أي بالعِتْقِ من الرِّقِّ، وكان سَيِّدًا كبير الشأن جليلَ القَدْر، حبيبًا إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، يُقال له: الحِبُّ، ويُقال لابنه أسامة: الحِبُّ ابن الحِبِّ.
أخرج الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٥٨٩٨) - بسند حسن عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالت: ما بعث رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- زيد بن حارثة في جيش قَطُّ إلا أَمَّره عليهم، ولو بقي بعده استخلفه.
(٣) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٩/ ٤٧٩): والحاصل أن الذي كان يخفيه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هو إخبار اللَّه تَعَالَى إياه أنها ستصِيرُ زوجته.
(٤) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٩/ ٤٧٩): الذي كان يحمله علي إخفاءِ ذلك خشيةَ قولِ الناس تزوج امرأة ابنه، وأراد اللَّه تَعَالَى إبطال ما كان أهل الجاهلية عليه من أحكام التبَنِّي بأمر لا أبلغ في الإبطالِ منه، وهو تزوج امرأةِ الذي يُدعى ابنًا، ووقوع ذلك من إمَامِ المسلمين؛ ليكون أدْعَى لقَبُولهم.
(٥) سورة الأحزاب آية (٣٧).
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب التوحيد - باب "وكان عرشه علي الماء" - رقم الحديث (٧٤٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>