للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* زَوَاجُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:

وَكَانَ فِيمَنْ أُصِيبَ يَوْمَئِذٍ مِنَ السَّبَايَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ أَبِي ضِرَارٍ رَئِيسِ بَنِي المُصْطَلِقِ، فَلَمَّا قَسَمَ السَّبْيَ وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ -رضي اللَّه عنه-، أَوْ لِابْنِ عَمٍّ لَهُ، فَكَاتَبَتْ (١) عَلَى نَفْسِهَا، عَلَى تِسْعِ أَوَاقِي (٢) ذَهَبٍ، وَكَانَتِ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلَّاحَةً (٣)، لَا يَكَادُ يَرَاهَا أَحَدٌ إِلَّا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- تَسْتَعِينُهُ فِي كِتَابَتِهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا عَلَى بَابِ الحُجْرَةِ فَكَرِهْتُهَا، وَعَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَيَرَى مِنْهَا مِثْلَ الذِي رَأَيْتُ، فَقَالَتْ جُوَيْرِيَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ أَبِي ضِرَارٍ سَيِّدِ قَوْمِهِ، وَقَدْ أَصَابَنِي مِنَ البَلَاءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَنْكَ، فَوَقَعْتُ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بنِ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ -أَوْ لِابْنِ عَمٍّ لَهُ- فكَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسِي، فَجِئْتُكَ أَسْتَعِينُكَ عَلى كِتَابَتِي.

فَقَال لَهَا -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَهَلْ لَكِ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ ".

قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟


(١) المُكَاتَبَةُ: هو أن يكاتِبَ الرجل عبدَهُ على مالٍ يؤَدِّيه إليه مُفَرَّقًا، فإذا أدَّاه صار حُرًّا. انظر النهاية (٤/ ١٢٩).
(٢) الأُوقية: بضم الهمزة أربعون درهما. انظر النهاية (١/ ٨٠).
(٣) مُلَّاحة: أي شديدَةُ الحُسْنِ والجَمَال. انظر النهاية (٤/ ٣٠٣) - لسان العرب (١٣/ ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>