للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَصْحَابَهُ" (١)، ثُمَّ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى عَبْدِ اللَّهِ بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ وَأَصْحَابِهِ يَسْأَلُهُمْ، فَحَلَفُوا مَا قَالُوا، وَكَذَّبَنِي النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢).

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ زَيْدٌ: فَاجْتَهَدَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ، وَقَالَ أَصْحَاُبهُ: كَذَبَ زَيْدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ (٣).

فنَظَرَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ -رضي اللَّه عنه-، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُول اللَّهِ! إِنَّمَا أَخْبَرَنِيهِ الغُلَامُ، لِزَيْدِ بنِ أَرْقَمٍ (٤).


(١) قال الإِمام النووي في شرح مسلم (١٦/ ١١٤): وفي هذا الحديث: ترك بعض الأمور المُخْتَارة، والصبر على بعض المفاسد خَوْفًا من أن تترتَّب على ذلك مفسدةٌ أعظم منه، وكان رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يتألف النَّاس ويصبر على جفاءِ الأعراب والمنافقين وغيرهم؛ لتقْوَى شوكة المسلمين، وتتم دعوة الإِسلام، ويتمكن الإيمان في قلوب المؤلَّفَةِ ويَرْغَبَ غيرهم في الإِسلام، وكان يُعْطِيهِم الأموال الجزيلة لذلك، ولم يقتل المُنَافقين لهذا المعنى، ولإظهار الإِسلام، وقد أمر بالحكم بالظاهر، واللَّه يتولى السَّرائر؛ ولأنهم كانوا معدودين في أصحابه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويجاهدون معه إما حمِيَّة، وإما لطلَبِ دُنيا أو عَصَبِيَّة لمن معه من عَشَائِرِهم.
(٢) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب التفسير - باب قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ. . .} - رقم الحديث (٤٩٠٠) - وباب {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} - رقم الحديث (٤٩٠١) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٩٣٣٣) - والترمذي في جامعة - كتاب التفسير - باب ومن سورة المنافقين - رقم الحديث (٣٦٠٢) - وابن إسحاق في السيرة (٣/ ٣١٩).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب التفسير - باب {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُم. . .} - رقم الحديث (٤٩٠٣) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٩٣٣٤).
(٤) أخرج ذلك الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٥٨٨٥) وإسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>