للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تِلْكَ، وَقَفَلَ (١) رَاجِعًا إِلَى المَدِينَةِ (٢) نَزَلَ فِي بَعْضِ المَنَازِلِ فَبَاتَ بِهِ بَعْضَ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ أَذِنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ (٣) حَتَّى جَاوَزْتُ الجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ (٤) لِي مِنْ جَزْعِ (٥) ظفَارٍ (٦) قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ أَلْتَمِسُ عِقْدِي وَحبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ (٧) لِي، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ (٨) عَلَى بَعِيرِي الذِي كُنْتُ أَرْكَبُ عَلَيْهِ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقِلْهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا تَأْكُلُ العُلْقَةَ (٩) مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ القَوْمُ خِفَّةَ الهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ (١٠)


= محمل له قبة تستر بالثياب ونحوه، يوضع على ظهر البعير يركب عليه النساء ليكون أستر لهن.
(١) قفل: رجع. انظر النهاية (٤/ ٨٢).
(٢) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٩/ ٣٩٣): أي أن قصَّتَها وقعَتْ حالَ رُجوعهم من الغزوة قُرب دخولهم المدينة.
(٣) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٩/ ٣٩٣): أي لتقضِيَ حاجَتَها منفردة.
(٤) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٩/ ٣٩٣): العِقْد: بكسر العين قِلادَة تعلَّق فِي العُنُق للتزيين بها.
(٥) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٩/ ٣٩٣): الجَزْع: بفتح الجيم وسكون الزاي، خرَزٌ معروف في سواده بياض كالعُرُوق.
(٦) قَالَ الحَافِظ فِي الفَتْحِ (٩/ ٣٩٣): فأما ظفَار: بفتح الظاء ثم فاء بعدها راء مبنية على الكسر: هي مدينة باليمن، وقيل: جبل.
(٧) قَالَ الحَافِظ فِي الفَتْحِ (٩/ ٣٩٤): يرحلون: بفتح أوله والتخفيف، رحلت البعير إذا شددت عليه الرحل.
(٨) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٩/ ٣٩٤): رحلوه: أي وضعوه.
(٩) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٩/ ٣٩٥): العُلْقة: بضم العين: أي القليل.
(١٠) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٩/ ٣٩٥): أي أنها مع نحافَتِهَا صغيرةُ السن، فذلك أبلغ في =

<<  <  ج: ص:  >  >>