للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَرِيَّةُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ -رضي اللَّه عنه- إِلَىَ الغَمْرِ

وَفِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنَ السَّنَةِ السَّادِسَةِ لِلْهِجْرَةِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيِّ -رضي اللَّه عنه- إِلَى الْغَمْرِ -وَهُوَ مَاءٌ لِبَنِي أَسَدٍ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ فَيْدِ (١) - وَمَعَهُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، فَخَرَجَ سَرِيعًا يُغِذُّ (٢) السَّيْرَ، وَنَذَرَ بِهِ (٣) الْقَوْمُ فَهَرَبُوا، فنَزَلَ عَلَى بِلَادِهِمْ فَوَجَدَهَا خُلُوفًا (٤)، فَبَعَثَ شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّ طَلِيعَةً، فَرَأَى أَثَرَ النَّعَمِ، فَقَصَدَهَا الْمُسْلِمُونَ، فَأَصَابُوا رَبِيئَةً (٥) لَهُمْ فَأَمَّنُوهُ فَدَلَّهُمْ عَلَى نَعَمٍ لِبَنِي عَمٍّ لَهُ، فَأَغَارُوا عَلَيْهَا، فَاسْتَاقُوا مِائَتَيْ بَعِيرٍ وَأَطْلَقُوا الرَّجُلَ، وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا (٦).

* * *


(١) فَيْدُ: بفتح الفاء وسكون الياء، قرية في نصف طريق مكة من الكوفة. انظر معجم البلدان (٦/ ٤٥٠).
(٢) غذا: أي أسرع. انظر لسان العرب (١٠/ ٣١).
(٣) نَذَرَ به: عَلِمَ وأَحَسَّ بمكانه. انظر النهاية (٥/ ٣٣).
(٤) يُقال حَيٌّ خُلُوفٌ: إذا غاب الرجال وأقام النساء. انظر النهاية (٢/ ٦٤).
(٥) الرَّبِيئَةُ: هو العَيْنُ والطَّلِيعَةُ الذي ينظر للقوم لئلا يَدْهَمَهُم عدو، ولا يكون إلا على جبل أو شرف ينظر منه. انظر النهاية (٢/ ١٦٥).
(٦) انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (٢/ ٢٩٢) - شرح المواهب (٣/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>