للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَرْبِهِ، وَليَعْلَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا خَرَجَ زَائِرًا لِلْبَيْتِ وَمُعَظِّمًا لَهُ (١).

وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَيْنَ يَدَيْهِ بُسْرَ (٢) بْنَ سُفْيَانَ الْخُزَاعِيَّ الْكَعْبِيَّ -رضي اللَّه عنه- عَيْنًا (٣) لَهُ إِلَى قُرَيْشٍ لِيَأْتِيَهُ بِخَبَرِهِمْ (٤).

* قِصَّةُ أَبِي قتَادَةَ -رضي اللَّه عنه-:

فَلَمَّا وَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى الرَّوْحَاءِ (٥) جَاءَهُ خَبَرٌ أَنَّ عَدُوًّا يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ الْمَدِينَةَ، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَبِي قتَادَةَ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ قَالَ: انْطَلَقْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحَابُهُ وَلَمْ أُحْرِمْ (٦)، فَأُنْبِئْنَا بِعَدُوٍّ بِغَيْقَةٍ (٧)، فَتَوَجَّهْنَا نَحْوَهُمْ، فَبَصُرَ أَصْحَابِي بِحِمَارٍ وَحْشٍ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ


(١) أخرج ذلك الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب من أشعر وقَلّد بذى الحليفة ثم أحرم - رقم الحديث (١٦٩٤) - (١٦٩٥) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٨٩١٠) (١٨٩٢٨).
(٢) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٥/ ٦٨٠): بُسْر: بضم الباء وسكون السين على الصحيح، وأخرج ذلك الإمام البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الحديبية - رقم الحديث (٤١٧٨) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٨٩١٠) - وفي رواية الإمام أحمد التصريح باسم العين.
(٣) الْعَيْنُ: الْجَاسُوسُ. انظر النهاية (٣/ ٢٩٩).
(٤) انظر التفاصيل في: الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (٢/ ٢٩٧) - سيرة ابن هشام (٣/ ٣٣٧) - دلائل النبوة للبيهقي (٤/ ٩٩) - زاد المعاد (٣/ ٢٥٧).
(٥) الرَّوْحَاءُ: موضع بينه وبين المدينة ستة وثلاثين ميلًا. انظر جامع الأصول (٩/ ٣٧٩).
(٦) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٤/ ٤٩٢): والذي يظهر أن أبا قتادة إنما أخَّر الإحرام، لأنه لم يتحقق أنه يدخل مكة فسَاغَ له التأخير.
(٧) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٤/ ٤٩٢): بِغَيْقَةٍ: أي في غَيْقَةٍ وهو بفتح الغين بعدها ياء ساكنة، وهو ماءٌ لبني غِفَارٍ بين مكة والمدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>